بشارات لبعض الأصحاب
أم حرام بنت ملحان
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم يومًا فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟
قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر (هو ظهره ووسطه) ملوكًا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة (يشك أيهما قال)
قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك
قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟
قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى
قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم
قال: أنت من الأولين
فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت - رواه البخاري ومسلم
عكاشة بن محصن
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط (تصغير رهط وهو: الجماعة دون العشرة) والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي: هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب
ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس (أي تكلموا وتناظروا) في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه و سلم
وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله وذكروا أشياء
فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: ما الذي تخوضون فيه؟
فأخبروه فقال: هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون
فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم
فقال: أنت منهم
ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم فقال: سبقك بها عكاشة - رواه البخاري ومسلم
أم ورقة بنت نوفل
عن أم ورقة بنت نوفل أن النبي صلى الله عليه و سلم لما غزا بدرًا قالت: قلت له: يا رسول الله ائذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم لعل الله يرزقني الشهادة
قال: قري في بيتك فإن الله تعالى يرزقك الشهادة
قال: فكانت تسمى الشهيدة
قال: وكانت قد قرأت القرآن فاستأذنت النبي صلى الله عليه و سلم أن تتخذ في دارها مؤذنًا فأذن لها
قال: وكانت دبرت غلامًا لها وجارية (أي علقت عتقهما على موتها وهو أن يقول السيد لعبده: أنت حر بعد موتي) فقاما إليها بالليل فغماها بقطيفة لها حتى ماتت وذهبا
فأصبح عمر فقام في الناس فقال: من كان عنده من هذين علم أو من رآهما فليجيء بهما فأمر بهما فصلبا فكانا أول مصلوب بالمدينة - رواه أبو داود والإمام أحمد في مسنده والبيهقي وحسنه الألباني
وفي رواية البيهقي في آخره: فقال عمر: صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول: انطلقوا بنا نزور الشهيدة